تعرف على أسباب الصراع بين الأقاليم الإسبانية

بدأ الصراع بين الأقاليم الإسبانية بعد خروج المسلمين من غرناطة، آخر معاقلهم في الأندلس، في عام 897 هجري الموافق 1492 ميلادي. استولى الحكم الملكي الإسباني بقيادة فرديناند الثاني ملك أراغون، وزوجته إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة، على المقاطعات والأقاليم الإسبانية. تتألف إسبانيا اليوم من 17 إقليمًا، ويُعتبر إقليم كتالونيا وإقليم الباسك من أبرزها.

• إقليم كتالونيا

في بداية القرن العشرين، حقق إقليم كتالونيا الحكم الذاتي بعد إجراء استفتاء شعبي. ولكن في عام 1939، سقطت برشلونة، عاصمة الإقليم، في يد الديكتاتور الجنرال فرانكو، الذي حظر اللغة الكتالونية وحارب محاولات الانفصال. يرى الكتالونيون أنفسهم مستحقين لاستقلال بسبب نجاحاتهم الاقتصادية، خاصة بعد تجاوزهم أزمة 2008 الاقتصادية العالمية ومساعدتهم لإسبانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي في التغلب على الأزمة. يُساهم الإقليم بحوالي ثلث إنتاج الصناعة والتجارة من الناتج الإجمالي لإسبانيا، ويسكنه حوالي 7.5 مليون ثري إسباني.

في عام 2013، أجرت برشلونة استفتاءً شعبيًا جديدًا، فاز فيه البرلمان بأغلب المقاعد وأعلن استقلالها من طرف واحد دون موافقة حكومة مدريد. هذا الأمر أدى إلى إصدار المحكمة الدستورية العليا عام 2019 عقوبة بالسجن لمدة 13 عامًا بحق 12 زعيمًا حاولوا الانفصال. انعكس هذا الصراع على الرياضة، حيث أصبحت أندية الإقليم، مثل برشلونة وإسبانيول، تتنافس بشراسة على لقب كأس ملك إسبانيا لإثبات وجودهم وأهميتهم السياسية.

• إقليم الباسك

يقع إقليم الباسك في أقصى شمال غرب إسبانيا، ويمتد على مساحة 1800 كم²، ويقطنه حوالي مليون شخص. يسعى سكان الباسك للانفصال ليس فقط عن إسبانيا، بل أيضًا عن فرنسا. في عام 1893، أعلنوا الانفصال وتشكيل دولة خاصة بهم. ولكن مع وصول الجنرال فرانكو إلى الحكم، قمع حركاتهم، مما أدى إلى نشوء جماعة مسلحة في الستينيات عرفت باسم ETA، قامت بهجمات أسفرت عن مقتل حوالي 800 شخص، للضغط على حكومة مدريد لنيل الاستقلال.

مع بداية عام 2009، أخفقت الأحزاب المطالبة بالانفصال في الحصول على مقاعد في البرلمان، مما أدى إلى تراجع شعبية حركة ETA. وفي عام 2011، أعلنت الحركة وقف إطلاق النار. ورغم أن إقليم الباسك أضعف اقتصاديًا مقارنة بكتالونيا، إلا أنه يتحكم في الإيرادات والضرائب ويدفع مبلغًا قليلاً لحكومة مدريد. يظهر التعصب العرقي في الإقليم من خلال أندية مثل ريال سوسييداد وأتلتيك بلباو، حيث يفضل اللاعبون البقاء في أنديتهم المحلية ولا تتعاقد الفرق مع لاعبين من خارج الإقليم.

يشهد الإقليم منافسة شرسة على لقب كأس ملك إسبانيا، بهدف تحقيق الانتصار وحرمان أندية العاصمة مدريد من اللقب، مما يعكس الروح القومية والتعصب للعرق الباسكي.